.
السقوط بلا ضجيج
من المتعارف عليه أن أى شيئ يسقط يحدث ضجيج حسب وزنه والمسافة التى وقع منها ونوع الأرض التى سقط عليها ونوعية الشيئ الذى سقط
-ولكن هناك سقوط من نوع اخر سقوط مدوى لكنه لا يحدث صوتا" خارجى وإن كان انفجاره رهيب داخلى
وهو سقوط الناس فى أعين الناس وسقوط القدوة فى عين المقتدى بها
–ثم سقوط الثوابت الراسخة بشدة فى العقل والوجدان – سقوط رهيب لكنه لا يحدث ضجيج خارجى وإن كان ضجيجة الداخلى يفوق كل التخيلات
تخيل أن شخص ما كان يرى فى أحد الزعماء البطولة والذكاء والإنتصار على الأعداء ومعاركة وإنتصاراته تسجلها كتب التاريخ
لا يذكر اسمه إلا بكل تبجيل وعزة ثم يضرب هذا الثابت فى العقل والوجدان
– هذا الزعيم لم يكن سوى عميل خائن وهذه المعارك التى إنتصر فيها كانت ورقية شكلية متفق عليها مع الأعداء
– أو أن هذه المعركة كانت ضئيلة وتم تكبيرها إعلاميا"سينمائيا"
– وليس هذا فى زعيم واحد بل فى الغالبية بمن يرتبط إسمهم فى الذهن ببطولات كبيرة
تخيل أن هناك شخص ما أو مجموعة قد أقنعوا العديد من الناس بأن الشخص الذى حارب العالم أجمع وقاد حروب دمرت من البشرية
ما دمرت فى الأفراد والعتاد والمبانى
- ثم يقنعوهم بأنه لم يحارب العالم بل إن العالم هو من حاربه وأنه كان مثال للإصلاح والتقدم لكنهم حاربوه للقضاء على فكره
وجاءوا لهم ببعض الأدلة حتى أقنعوهم
تخيل أن هناك من أقنع بأن فرعون أكبر جبار جاء فى الأرض لم يمت غريقا" وليس من أهل النار
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات العلم http://www.ecole-ar.net/vb/showthread.php?t=44582
وساقوا إليهم بعض الأدلة حتى أقنعوهم
سقوط بلا ضجيج عندما أسقطوا الفكر الثابت لدى البعض ثم قاموا بتغذيتهم بفكر اخر ثم أصقلوا الفكر الجديد فى أدمغتهم بما يطلق عليه
غسيل المخ أو الدماغ ثم زينوا لهم سوء أعمالهم
وأقنعوهم بأن الحق معهم وغيرهم على الضلال ومن ليس معنا فهو ضدنا
هناك من اتخذ الدين شعارا" لهم لتحقيق هدف سياسى – ليقنعوا البعض أنهم على الحق ثم استطاعوا أن ينزعوا من قلوبهم الرحمة والتسامح
فاستخدموهم كسلاح بتار للقتل
- تحول إلى سلاح رغم أن السلاح فى حد ذاته لا يقتل الناس – الناس تقتل الناس –
فأسقطوه بلا ضجيج وانتزعوا إنسانيته فانفجر الضجيج فى داخله فقتله
حتى صار شخص ميت يمشى على الأرض
ولكن السؤال هل نستطيع أن نمنع هذا السقوط الذى يحدث بلا ضجيج فلا نشعر به حتى ينفجر داخليا" ؟
وهل المسؤول عن هذه الحماية هى الأسرة وحدها ؟ أم أن أجهزة الدولة أيضا" مسؤولة ؟ وهل الجهاز المسؤول هو الجهاز الدينى ؟
أم أن هناك تكافل بين كافة أجهزة الدولة الإجتماعية والسياسية والتعليمية ومعها الأجهزة الدينية ؟
.
للمزيد من مواضيعي